المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يُطلق منصة تعليمية إليكترونية للغة الأمازيغية
في إطار الاحتفال بالذكرى 13 لترسيم اللغة الأمازيغية في المغرب، أطلق المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أمس، منصة إليكترونية مخصصة لتعليم هذه اللغة. تأتي هذه المبادرة المتميزة لتُعزّز الإنجازات التي تحققت منذ صدور القانون الأساسي 26-16، المتعلق بإدماج اللغة الأمازيغية في التدريس والمجالات العمومية ذات الأولوية.
ويهدف هذا البرنامج التكويني عن بعد، حسب مدير المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أحمد بوكوس، إلى سدّ الفجوة الحاصلة في عدد المدرسين المختصين بتدريس اللغة الأمازيغية. كما يُساهم البرنامج في توسيع نطاق تعلّم هذه اللغة لتشمل مختلف الفئات العمرية، بما في ذلك فئة الكبار.
وتُعد هذه المنصة الإلكترونية ثمرة تعاون بين باحثين وطنيين ودوليين، ممّا يضمن جودة عالية للمحتوى التعليمي المُقدم. كما تُواكب هذه المبادرة التطورات الرقمية المتسارعة، وتُتيح للراغبين في تعلّم اللغة الأمازيغية فرصة الاستفادة من دروس تفاعلية في أي وقت ومن أي مكان.
وأكد مدير مركز البحث الديداكتيكي والبرامج البيداغوجية، بنعيسى يشو، أن هذا المساق يُساهم بشكل فعّال في تفعيل رسمية اللغة الأمازيغية، من خلال تلبية احتياجات مختلف المؤسسات الوطنية في مجال تعلّم هذه اللغة.
وتُضاف هذه المبادرة إلى سلسلة الإنجازات التي حققتها اللغة الأمازيغية في الآونة الأخيرة، حيث أدرجتها شركة "غوغل" ضمن خيارات الترجمة المتاحة على منصتها، ممّا يتيح للمستخدمين ترجمة الكلمات والنصوص إلى "تيفيناغ".
وسبق لـ "ميكروسوفت" أن أدرجت اللغة الأمازيغية في نظام "ويندوز 8"، بينما أدرجها موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ضمن لغاته المدعومة. تأتي هذه المبادرات لتُؤكّد على المكانة المتنامية للغة الأمازيغية، وتُساهم في نشرها على نطاق أوسع.
لا شك أن إطلاق هذه المنصة الإلكترونية لتعليم اللغة الأمازيغية يُعدّ خطوة مُلفتة تُعزّز الهوية الوطنية المغربية وتُثري التنوع الثقافي في البلاد. كما تُتيح هذه المبادرة للجميع فرصة تعلّم هذه اللغة والتواصل بها، ممّا يُساهم في الحفاظ على تراثها العريق وضمان استمراريتها للأجيال القادمة.